من تسلل اليأس إلى قلبه قبل هذا الحدث بضعف الأُمَّــة وهوانها، فليراجع نفسه اليوم بعد طوفان السابع من أُكتوبر المجيد، جاء الطوفان ليعيد الأمل لأمة يئست منذ زمن، ويغسل العار عن جبينها بعد أن لطخه الأعداء بتسهيل العملاء والمطبعين،

كثيراً ما نسمعُ أبواقَ دول العدوان ومرتزِقتهم وهم يبرّرون حربهم وحصارهم على الشعب اليمني بأنه جاء لتحقيق الأمن والاستقرار والكرامة، ولم يأتِ إلَّا نتيجة حالة استدعت أن يكون هناك تدخل عسكري مباشر وحصار كامل على الشعب اليمني.

لا يدخُلُ الاستعمارُ بلدًا إلا وله من أهلها أحذيةٌ يدوسُ بهم على أرضه.

من المؤلم أن يفقدَ الرجلُ غِيرتَه على أرضه وعِرضه، فتصبح الأرضُ والعِرضُ محطَّ أنظار الكلاب المسعورة، باتت رهينةَ الواقع المرير، تتشبث بالسكوت والرضا التام بالوضع المخزي التي وصلت إليه نفسيته والتي تمكّنت الحرب الناعمة منه وَقد بلغت ذروتها في حياته،

إن من دافعوا عن عِرضِهم وأرضهم وهم حُفاةُ الأقدام، عُراةُ الصدور، وجابوا السهولَ والجبالَ والصحاري والشطآن بسلاحهم المحمول وقوتهم القليل، وحقّقوا بقوةِ إيمانهم وحرارة غِيرتهم ما لم يخطر ببال معتوه أَو عدو وعميل وحتى صديق